بالصور:إيران تطالب الغرب بالاعتذار بعد تقرير وكالة الطاقة

ذكرت وسائل الاعلام الرسمية الايرانية ان ايران دعت امس الجمعة خصومها الغربيين الى الاعتذار لها بعد ان نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا قالت طهران انه اثبت ان ايران تقول الحقيقة بشأن خططها النووية. وذكرت محطة (اي ار اي بي) الاذاعية الحكومية ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد «حث الغرب على الاعتذار بشجاعة للامة الايرانية«. وطالب رجل دين ايراني بارز خلال خطبة الجمعة التي بثت على الهواء في الاذاعة الرسمية الولايات المتحدة بأن تقدم اعتذارا.

واعتبر احمدي نجاد ان على الولايات المتحدة ان تغير موقفها في ضوء هذا التقرير، وخصوصا انها تسعى الى استصدار قرار ثالث في الامم المتحدة لتشديد العقوبات على ايران. وقال «حان الوقت لتصحح الحكومة الامريكية موقفها. لا نتوقع اعتذارات كبيرة من جانبها، بل تبديلا في الموقف«. وقال اية الله احمد خاتمي وهو عضو محافظ في هيئة ذات نفوذ لرجال الدين ان ايران لن تتراجع «حتى ولو قيد أنملة عن الدفاع عن حقوقها الاساسية« في السعي لانتاج الطاقة النووية مكررا تصريحات كثيرا ما أدلى بها احمدي نجاد. وقال خاتمي «على الامريكيين ان يعتذروا للامة الايرانية العظيمة عن كذبهم على الرأي العام العالمي«. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس ان ايران خطت خطوات مهمة نحو توضيح أنشطتها النووية السابقة. ولكن الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها قالت ايضا انه لم يتم بعد التوصل لحل لاسئلة مهمة وان ايران وسعت من عمليات تخصيب اليورانيوم وهي عملية تصنع الوقود اللازم لمحطات الكهرباء ويمكن ايضا ان توفر المادة اللازمة لصنع قنابل نووية. وسئل احمدي نجاد عن رد الفعل الامريكي والغربي الاخر على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقال لمحطة (اي ار اي بي) «انهم يقولون امورا غير مقبولة وغير صحيحة.. وننصحهم بالكف عن ذلك لان التصريحات غير القانونية لن يكون لها نتيجة«. واضاف ان التقرير كان «صادقا نسبيا« في حين قال خاتمي انه اكد «الحقائق التي شددت عليها ايران خلال السنوات الاربع الماضية« ولكنه تضمن ايضا اخطاء. وقالت الولايات المتحدة التي تتهم ايران بالسعي الى صنع قنابل نووية ان تقرير وكالة الطاقة يوضح ان ايران لاتزال تتحدى المجتمع الدولي وان واشنطن ستمضي قدما مع حلفائها لصوغ عقوبات اوسع في الأمم المتحدة. ولكن مسؤولين ايرانيين قالوا ان تقرير الوكالة برأ ايران وانه لن يكون هناك اساس قانوني لاجراء مزيد من المناقشات بشأن خططها النووية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وفي اطار ردود الفعل على التقرير اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية انه يظهر «استمرار وجود نقاط غموض كثيرة لا بل انها تزداد«. وقالت الناطقة باسم الخارجية باسكال اندرياني ان التقرير يظهر ان ايران «وبضغط من المجتمع الدولي قدمت عناصر رد جديدة على اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية« ولاسيما حول برامج اجهزة الطرد المركزي «بي 1 وبي 2« لكن هذه الاجوبة «لا تزال جزئية«. وكان رد فعل لندن مماثلا لرد الفعل الفرنسي اذ اعتبرت وزارة الخارجية ان ايران «لم ترد حتى الان على بعض الاسئلة« حول برنامجها النووي، وحذرت طهران من انها ستتعرض لعقوبات جديدة اذا لم تحقق المزيد من التقدم بحلول نهاية نوفمبر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن ياجر «التقرير يتضمن نقاط وضوح ونقاط غموض. وبشكل عام ليس مشجعا«، موضحا ان التقرير سيكون موضع بحث معمق من قبل السلطات الالمانية. واعربت اسرائيل عن عدم رضاها عن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الايراني، لانه لم «يعرض« سعي ايران الى التزود بالسلاح النووي. وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي مجالي وهبه ان «هذا التقرير تحاشى عرض نيات احمدي نجاد التي تعلمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها محمد البرادعي جيدا«. واضاف ان «البرادعي يدرك ان تعاون ايران انتقائي ويعلم ان ايران تريد مواصلة تخصيب اليورانيوم«. وقالت مصادر دبلوماسية اوروبية ان اجتماعا للقوى الكبرى بشأن تشديد العقوبات على ايران ألغي بعدما انسحبت الصين فيما يكشف توترات بعد تقرير وكالة الطاقة بشأن أنشطة طهران النووية. وكان من المقرر أن يجتمع ممثلون سياسيون من بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين يوم الاثنين القادم لتقييم التقرير وآخر من خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي بشأن برنامج طهران النووي. وقال مصدر دبلوماسي اوروبي «لم يعد هناك اجتماع مقرر الان لان الصينيين يقولون انهم لن يستطيعوا الالتزام بالموعد. اعتقد ان الامر متعلق بمصاعب حقيقية في السفر لكن أيضا له صلة بالممانعة بشأن القضية الاوسع للعقوبات...«.