1 52 بالصور:بوش يدعو مصر إلى قيادة التحول الديموقراطي في ا

دعا الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الاربعاء مصر الى القيام بدور قيادي في
التحول الديموقراطي في المنطقة، وحذر في ختام جولته كل من سوريا وايران من
التدخل في الشأن اللبناني.ورغم ان الرئيس الامريكي قد غادر المنطقة
«متفائلاً« بحسب ما اعلن الا ان تقارير اشارت الى انه فشل في الحصول على
الدعم الذي يطمح اليه تجاه ملفي النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وايران.

وقال بوش في مؤتمر صحفي مقتضب مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ
حيث اختتم جولته في الشرق الاوسط «لقد اتخذتم خطوات تجاه الانفتاح
الاقتصادي والاصلاح الديموقراطي واملي ان تبني الحكومة المصرية على هذه
الخطوات الهامة وتعطي شعب هذه الامة العظيمة صوتا اكبر في رسم مستقبلها«.
وقال بوش لمبارك «بسبب الدور الرئيسي الذي تقومون به، فانني مقتنع بقوة
بأن مصر يمكن ان تلعب دورا في (مجال) الحريات فالناس تتابع ما يجري في
مصر«. وكانت الولايات المتحدة قد اعربت خلال العامين الاخيرين عن قلقها
ازاء الحريات الديموقراطية في مصر.لكن بوش تجنب الحديث عن المآخذ المعروفة
لادارته على الحكومة المصرية مثل قمع المعارضين والقيود المفروضة على
الممارسة الديموقراطية. ولم يتناول بوش، على الاقل علنا، حالة المعارض
السجين ايمن نور والتي طالما اثارتها ادارته. وطالبت واشنطن العام الماضي
باطلاق سراح ايمن نور الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة «تزوير«
توكيلات مؤسسي حزبه بعد أن خاض انتخابات الرئاسة في مواجهة الرئيس مبارك
في عام .2005 ويمضي ايمن نور منذ ديسمبر 2005 عقوبة بالسجن خمس سنوات
بتهمة تزوير توكيلات مؤسسي حزب الغد الذي كان يتزعمه وهو حكم صدر بعد
ثلاثة اشهر من اول انتخابات رئاسية تعددية جرت في مصر وخاضها نور في
مواجهة الرئيس حسني مبارك طارحا نفسه ممثلا للتغيير. وكان نور مع ذلك على
قائمة «المنشقين« الذين طالب بوش باطلاق سراحهم الفوري في خطاب القاه في
يوليو 2007 في براغ، بعيدا عن مصر. واثار هذا الخطاب ردود فعل غاضبة من
قبل المسؤولين المصريين ووصفه وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط انذاك
بانه «تدخل غير مقبول« في الشؤون الداخلية لبلاده. وكانت العلاقات بين مصر
والولايات المتحدة قد شابها خلاف ايضا بشأن تهريب أسلحة إلى إسرائيل عبر
أنفاق على الحدود المصرية في صحراء سيناء. وفي ما بدا أنها محاولة لتهدئة
التوترات قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لقناة «العربية«
الفضائية امس ان زيارة بوش لمصر مهمة«. وكانت صحف مصرية مستقلة قد نقلت
يوم الثلاثاء عن أبو الغيط قوله إن زيارة بوش غير ذات جدوى. وتردد أن هذا
الكلام جاء على لسان أبو الغيط خلال اجتماع لاحدى لجان الحزب الوطني
الحاكم في مصر. ووصل بوش إلى شرم الشيخ قادما من السعودية حيث كان في
استقباله الرئيس المصري حسني مبارك بمطار المنتجع المصري الشهير. وكان بوش
قد اختتم صباح الاربعاء زيارة للمملكة العربية السعودية بحضور إفطار عمل
مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض. ووصفت مصادر
حكومية سعودية زيارة بوش للمملكة بأنها «كانت ناجحة بكل المقاييس«. وزار
الرئيس الأمريكي خلال جولته إسرائيل والضفة الغربية والكويت والبحرين وأبو
ظبي ودبي بالإمارات والسعودية. وهدف بوش أساسا من وراء هذه الجولة إلى دفع
مسار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، فضلا عن دعم حلفاء الولايات
المتحدة من العرب في مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وغادر بوش
منتجع شرم الشيخ مختتما بذلك جولته. ووجه بوش في ختام جولته كذلك رسالة
الى سوريا وايران اللتين دعاهما الى «وقف تدخلهما« في لبنان لمنع انتخاب
رئيس للجمهورية ودعا دول المنطقة الى دعم حكومة رئيس الوزراء اللبناني
فؤاد السنيورة. وقال الرئيس الامريكي في المؤتمر الصحفي «قلت انني متفائل
بانه يمكن التوصل الى اتفاق واعرف ان الدول المجاورة على استعداد
للمعاونة«. وتابع «عندما اقول انني سأعود (الى المنطقة) فانني اعني ذلك
وعندما اقول انني متفائل فانني اعني ذلك«. ولكن بوش لم يحصل في المنطقة
على الدعم الذي يطمح اليه في ما يتعلق بالملفين الفلسطيني-الاسرائيلي
والايراني. ففيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، رفضت السعودية ضمنا
طلب بوش من الدول العربية «مد اليد« لاسرائيل. وقال وزير الخارجية السعودي
في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الامريكية كوندوليزا رايس يوم الثلاثاء «لا
اعلم ماذا يمكننا ان نفعل اكثر« للاسرائيليين. كما رفض الفيصل دعم سياسة
الرئيس الامريكي الهادفة الى عزل ايران واكد ان بلاده «لا تضمر اي سوء
لايران« التي تعتبر «دولة مهمة في المنطقة« بل انه دعا الى «تجنب اي تصعيد
في المنطقة وتحت كل الظروف لان التصعيد في المنطقة ليس لصالح احد«. وفي
مصر، استمع بوش من الرئيس حسني مبارك الى رفض ضمني كذلك للسياسة الامريكية
تجاه طهران. وقال مبارك في المؤتمر الصحفي المشترك مع بوش ان «القضية
الفلسطينية هي جوهر الصراع في الشرق الاوسط« مشددا على انها «المدخل
الصحيح لاحتواء بؤر التوتر«. وكان مبارك قد اكد مجددا امس معارضته لاعتماد
الخيار العسكري لتسوية ازمة الملف النووي الايراني. اما في يتعلق بجهود
بوش دفع الفلسطينيين والاسرائيليين الى التوصل الى اتفاق سلام نهائي قبل
نهاية ولايته، فاكتفى مبارك بالاعراب بلغة دبلوماسية مهذبة عن «تمنياته«
للرئيس الامريكي بالنجاح من دون ان يبدي اي تفاؤل كالذي اعرب عنه الاخير.
وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قد اكد في مقابلة تلفزيونية
مساء الثلاثاء ان بلاده ترفض ما يطالب به بوش من اعتبار اسرائيل «دولة
يهودية« مشيرا الى ان ذلك يهدر حقوق عرب الاراضي المحتلة 48 وحقوق
اللاجئين الفلسطينيين. كما قال ابو الغيط ان «مصر والدول العربية لا تعترف
بوجود استيطان شرعى وآخر غير شرعى بل الكل غير شرعي« في رد ضمني على دعوة
بوش الى تعديل حدود 1967 بما يسمح بضم كتل استيطانية في الضفة الغربية الى
اسرائيل. وربما كان اهم ما حصل عليه بوش خلال جولته الشرق اوسطية هو
«تفهم« سعودي للقلق الناجم عن ارتفاع اسعار النفط التي سجلت في الثالث من
الشهر الجاري رقما قياسيا اذ بلغت 100.09 دولار للبرميل لكنها عادت
للتراجع وانخفضت منذ ذلك الحين قرابة 10 دولارات. واعلنت المتحدثة باسم
البيت الابيض دانا بيرينو أمس الاربعاء ان بوش قال بعد المحادثات التي
اجراها مساء الثلاثاء قرب الرياض مع الملك عبدالله ان هناك «املا بأن
تتشجع اوبك على السماح بزيادة في الانتاج«. واضافت بيرينو ان «الملك يقول
انه يتفهم الوضع. انه قلق حيال ارتفاع الاسعار وما يمكن ان يترتب عنه من
عواقب على الاقتصاد في العالم«. لكن بيرينو امتنعت عن توضيح ما اذا كان
«الامل« الذي عبر عنه بوش مبنيا على موافقة حصل عليها من الملك عبدالله.
وقالت ان «الرئيس طرح مجددا مشكلة عرض محدود وطلب كبير جدا ومتزايد، ليس
في امريكا فحسب بل في العالم باسره وعلى الاخص في الهند والصين«. ورفضت
كشف المزيد مشيرة الى ان المحادثات التي جرت بين بوش، رئيس الدولة الاولى
المستهلكة للنفط، وعاهل السعودية، الدولة الاولى المصدرة للنفط كانت
«خاصة«.